بقايا أنثى
********
تمثال امرأة عنقاء
حجر منحوت بدقة بالغة
وسط بيداء جرداء
قيظ وسراب ...
و أرض بها جنائن
على مرمى البصر
و الثوب به قضيض من قُبل
و من الخَلْفِ مَجْرُورَةٌ بقاياه
ذيولا من خيبة أمل
آثار خلاخل منزوعة بالعنف
و الجِيد عليه آثار كُحل
سيول تدفقت عبر المآقي
حتى الزُّبَى وَصَلَتْ ...
رأس مرفوع بأَنَفٍ
ذكرى انتماء ...
سلِيلَةُ قَوْمٍ عِزَازٍ
عُوّاءُ الذئاب مسموع
اقتربتُ و بي وَجَلٌ
حَدَّقتُ في الجسد
إذْ به حين اقتربت نَفَسٌ
و أَدَرْتُ وجهي من خجل
سَبَّحْتُ لمن خَلَقَ
حُسن لم تَعِبْهُ النُّدبُ
و الثوب المُمَزَّق
عربون الذود عن الشرف
العفيف لا يقتات من الجِيَّفِ
سألت ما بك سيدتي
أجابت بأنين ...
و نظرة استجداء لمنبع المطر
تشكو معتديا
استباح الذي يفدى بالمُقَلِ
عذراء لم تدع لطامع أَمَلا
تموت دون عرضها
لو مسه نَجِسٌ
قلتُ : هوني عليك سيدتي
كفاك أنك من الهلاك ناجية
قالت : بقائي صار يتعبني
مُذْ صِرْتُ بين الضَّواري لاجئة
مثلي حور للقصور خُلِقَتْ
و موتي مؤجل موعده
فلست لطعم الحياة ذائقة
لولا بقاؤه بين أضلعي النَّفَسُ